مهرجان الشرقية الترفيهي 2023

مهرجان الشرقية الترفيهي: احتفاء بالثقافة والترفيه والتنمية السياحية في المنطقة الشرقية

تشكل المهرجانات الترفيهية في المملكة العربية السعودية أحد أبرز ملامح التحول الثقافي والسياحي في السنوات الأخيرة، ويأتي مهرجان الشرقية الترفيهي ضمن هذه المبادرات الرائدة التي تدمج بين التراث والحداثة، وتُسهم في إحياء الأنشطة المجتمعية وتعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة الشرقية. يعتبر هذا المهرجان نموذجًا فعّالًا للاستثمار في قطاع الترفيه، ورافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا متجددًا، يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل وتحقيق جودة الحياة للمواطن والمقيم.

يُقام المهرجان في مختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية مثل الدمام، الخبر، الظهران، الجبيل، القطيف، والاحساء، ويستقطب سنويًا مئات الآلاف من الزوار من داخل المملكة وخارجها، ليقدم مزيجًا متنوعًا من الفعاليات والأنشطة التي تلبي تطلعات العائلات والشباب والأطفال على حد سواء.

تنوع الأنشطة الترفيهية والثقافية

يمتاز مهرجان الشرقية الترفيهي بتعدد فعالياته وشموليتها، حيث تتوزع على عدة محاور رئيسية:

• العروض المسرحية الحية التي تُقدَّم على مسارح مفتوحة مغلّفة بأحدث تقنيات الإضاءة والصوت، وتستضيف نخبة من الفنانين الخليجيين والعرب.

• الأنشطة الموسيقية والحفلات الغنائية التي تحتضنها مواقع مفتوحة ككورنيش الخبر والدمام، بمشاركة فرق موسيقية محلية وعالمية.

• عروض السيرك العالمي والمشي على الحبال والبهلوانيات، التي تُضفي أجواء من الإثارة والتشويق، خاصة للعائلات.

• المعارض الثقافية والفنية التي تتيح للفنانين المحليين عرض أعمالهم في الرسم، والنحت، والتصوير، وتصميم المجوهرات، والحرف اليدوية.

• الألعاب النارية اليومية التي تُقام مع نهاية كل يوم من أيام المهرجان، وتُشكّل لوحة ضوئية بديعة في سماء الشرقية.

دعم الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة

يولي مهرجان الشرقية الترفيهي أهمية خاصة لدعم الاقتصاد المحلي، عبر تمكين الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من عرض منتجاتهم في أكشاك مُخصصة ضمن مواقع المهرجان. وتضم هذه الأكشاك:

• منتجات يدوية تمثل الحرف التقليدية الشرقية مثل صناعة السدو، والخوص، والنقش على النحاس.

• مأكولات شعبية تُحضّر في مواقع العرض مباشرة، ما يوفّر تجربة ذوقية متكاملة للزوار.

• منصات لمشاريع شبابية ناشئة في مجالات التقنية، التصميم، والموضة.

هذا التوجه يدعم تمكين الشباب والمرأة ويدفع بعجلة ريادة الأعمال في المنطقة.

الفعاليات العائلية والتعليمية للأطفال

إدراكًا لأهمية الترفيه التعليمي، يُخصِّص المهرجان مساحة كبيرة للأطفال من خلال مناطق لعب آمنة ومبتكرة تتضمن:

• ألعاب الواقع الافتراضي والمعزز (VR و AR).

• ورش عمل إبداعية مثل صناعة الدمى، والرسم على الوجه، وتجارب علمية مُبسطة.

• عروض مسرح العرائس وقصص الحكواتي التفاعلية.

كل هذه الأنشطة تساهم في تنمية المهارات الاجتماعية والحسية للأطفال، وتوفّر بيئة تعليمية محفّزة ضمن إطار ترفيهي.

تعزيز السياحة الداخلية والترويج للمنطقة الشرقية

أحد الأهداف المحورية للمهرجان هو الترويج للمنطقة الشرقية كوجهة سياحية مستدامة. بفضل موقعها الساحلي المطلّ على الخليج العربي، وما تضمه من مقومات سياحية مثل الشواطئ، والجزر، والأسواق التقليدية، والمتاحف، استطاعت الشرقية أن تُبرز هويتها الثقافية المتنوعة وجمالها الطبيعي.

يرتبط توقيت المهرجان غالبًا بفترات الإجازات الرسمية أو العطل الدراسية، ما يُسهم في تعزيز حركة السياحة الداخلية من مناطق المملكة الأخرى نحو المنطقة الشرقية، ويرفع معدلات الإشغال الفندقي، ويزيد من الطلب على قطاعي الضيافة والمواصلات.

جدول الفعاليات النموذجي خلال المهرجان

يُقدم الجدول التالي تصورًا عامًا لكيفية تنظيم فعاليات مهرجان الشرقية الترفيهي خلال أسبوع واحد:

البعد الاجتماعي والتنموي للمهرجان

لا يقتصر دور مهرجان الشرقية الترفيهي على الجانب الترفيهي فحسب، بل يحمل في طياته أبعادًا اجتماعية عميقة تتمثل في:

• تعزيز الهوية الوطنية من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي للمنطقة الشرقية، والاحتفاء بالفنون الشعبية مثل العرضة، الليوة، البحري، وغيرها.

• الدمج المجتمعي، حيث يشجّع المهرجان مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توفير تجهيزات مناسبة لهم، ومناطق مخصصة تُراعي احتياجاتهم.

• العمل التطوعي، إذ يُسهم المهرجان في فتح فرص تطوعية للشباب والفتيات، ما يساهم في صقل مهاراتهم القيادية والاجتماعية.

• التوعية البيئية والصحية عبر تخصيص أجنحة للتوعية بنمط الحياة الصحي، وتنظيم حملات للتبرع بالدم وغرس الأشجار.

مشاركة الجهات الحكومية والخاصة

تحظى فعاليات مهرجان الشرقية الترفيهي بدعم وتعاون مكثّف من عدة جهات حكومية وخاصة، مثل:

• أمانة المنطقة الشرقية التي تضطلع بدور محوري في تجهيز المواقع وتنسيق الخدمات اللوجستية.

• هيئة الترفيه التي تشرف على المحتوى وتراعي معايير السلامة والتنظيم.

• الهيئة السعودية للسياحة التي تعمل على الترويج للمهرجان داخليًا وخارجيًا.

• القطاع الخاص من خلال شركات الرعاية والتمويل، والمطاعم، والفنادق، والمراكز التجارية التي تستثمر في الحدث.

هذا التعاون المتكامل يرسّخ نموذجًا من الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص.

الأثر الاقتصادي والإعلامي

تُظهر التقديرات أن مهرجان الشرقية الترفيهي يُسهم في رفع معدلات الإنفاق المحلي، ويعزز مساهمة قطاع الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر آلاف الفرص الوظيفية الموسمية والدائمة.

كما أن التغطية الإعلامية المكثفة التي يحظى بها المهرجان عبر وسائل الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي تساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز صورة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للترفيه والثقافة.

خاتمة تنفيذية

يمثل مهرجان الشرقية الترفيهي أكثر من مجرد فعالية موسمية، فهو مشروع استراتيجي يرسّخ رؤية المملكة في بناء مجتمع نابض بالحياة واقتصاد متنوع ومستدام. إنه منصّة للاحتفاء بالمواهب المحلية، وبوابة لعرض الإرث الحضاري، ووسيلة لتحقيق التواصل الإنساني العابر للفئات والأجيال. إن استمرارية مثل هذه الفعاليات وتوسيع نطاقها الجغرافي والتقني سيكون له بالغ الأثر في صناعة مستقبل ترفيهي وسياحي مزدهر في المملكة.

المراجع:

1. الموقع الرسمي للهيئة العامة للترفيه – https://www.gea.gov.sa

2. منصة روح السعودية – https://www.visitsaudi.com